صدور العدد التسلسلي الرابع عشر من مجلة أنثروبولوجيا
بحلول نهاية 2021 تطل علينا مجلة “أنثروبولوجيا” بعدد أخر يضاف إلى رصيد الأعداد التي أنتجتها المجلة على مدار سبع سنوات كان حصادها وفيرا ويانعا، جامعة لعشرات المقالات والدراسات العلمية المتميزة والتي أثْرَت البحث الأنثروبولوجي العربي في مختلف المجالات، وهي أبحاث كتبها عشرات الباحثين العرب المجدين والمتميزين تناولوا من خلالها مختلف الظواهر بالدراسة والبحث وسعوا إلى الغوص في عمقها، فهمها، تفسيرها والوصول إلى المعاني الثقافية العميقة التي تكمن فيها.
بين دفتي العدد عشرون مقالا تتوزع على مختلف الاهتمامات البحثية وعلى رأسها مقالات تسائل تاريخ الفكر الأنثروبولوجي مثل الفكر الاقتصادي الأنثروبولوجي عند المقريزي، وأضواء على اهتمامات الأنثروبولوجيا بداية من القرن التاسع عشر، والإثنولوجيا في الجزائر المستعمرة بين الادعاءات العلمية والخلفيات الايديولوجية، مرورا بالمقالات التي تناولت الموروث الثقافي بشقيه المادي واللامادي بالدراسة مثل القلاع الأوراسية، وكيفية استغلالها في السياحة ومساهمة الانشطة الحرفية والسياحية في الحد من ظاهرة البطالة، وكذا مكانة العمل الحرفي كتنظيم اجتماعي في المجتمع الإسلامي.
من جهة أخرى كان مجال الصحة والمرض محل اهتمام من خلال مقاربات أنثروبولوجية لجائحة كوفيد 19 أولها: تمثلات جائحة كورونا في تونس والتداوي بالغذاء لدى سكان الأرياف، وثانيها دراسة تتناول تأثير ارتداء الكمامة على الحياة اليومية للجزائريين، بالإضافة إلى مقالين حول الطب الشعبي والعلاجات الشعبية لأمراض الأطفال.
كما كان للأنثروبولوجيا الدينية نصيب من المقالات التي تعرضت لأنثروبولوجية الفكر الديني من خلال أسطورة عاليسا، ولملامح التدين الجبلي من خلال مخطوطة تغيميت، كما تضمن العدد مقالة متميزة حول أسس العمل الميداني لجمع عناصر الثقافة الشعبية. كما تنوعت باقي المقالات في مواضيعها.
ولا يسعنا في الأخير إلا أن ننوه بالعمل الكبير الذي يقوم به فريق المجلة المتميز من الأساتذة الأفاضل، الذي بذلوا من وقتهم وجهدهم في تحكيم المقالات وتصويبها، كما نشير إلى تدعيم المجلة بمدققين لغويين باللغتين العربية والإنجليزية لتصويب الأخطاء اللغوية والنحوية وتصحيحها حتى تخرج المجلة في أبهى حلة.
د. مبروك بوطقوقة
رئيس التحرير